أكّد عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة، ان دور التعليم العالي الرئيسي، تأهيل نخب لقيادة المجتمع، مبدياً أسفه لابتعاد هذا القطاع عن دوره في كثير من الجامعات الخاصة، التي همها الربح المادي فيما يعمل على اضعاف الجامعة اللبنانية، اما القطاع المهني فغائب كليا عن اهتمامات الدولة وبالنتيجة لم يعد الطلاب يجدون اختصاصات في المهني، وتضيق فرص العمل امامهم، واوضح ان في كل العالم وبخاصة في اوروبا وعلى وجه التحديد في المانيا، القسم الاكبر من الطلاب يذهب الى التعليم المهني، لا التعليم العالي، فالمهني يطلق عليه تسمية منجم الذهب والذي يوفر أكبر فرص في سوق العمل، ولبنان بحاجة لمهن لم يعد الشباب اللبناني يتخصّص فيها، وبات الاجانب يشغلون القسم الاكبر منها.
ودعا صدقة في حديث اذاعي، الى اعادة النظر بالمناهج التربوية لخلق ذهنية لدى شبابنا بالتوجه الى الاختصاصات المهنية، والذين بسبب توجه معظمهم الى التعليم العالي، باتوا عاطلين عن العمل بسبب التخمة في بعض الاختصاصات، وأصبح الحل الوحيد امامهم هو الهجرة، محذرا من ان الكثير من الشهادات غير معترف بها في الخارج، نتيجة التزوير الحاصل في هذه الشهادات المعطاة من عدد من الجامعات الخاصة.
وشدّد صدقة على ان نحن دائما في حالة نقد ذاتي في الجامعة اللبنانية وفي حال وجود ثغرات نعلن عنها ونعالجها، واجرينا تحسينات في الجامعة في السنوات الاخيرة، ولكن هناك حملة على الجامعة اللبنانية مبنية على اشاعات، هدفها استقطاب قسم من طلابنا الى الجامعات الخاصة، كاشفا ان هناك نقاشا في الوقت الراهن داخل الجامعة، واقتراحات عن كيفية تطوير الجامعة الوطنية وازالة المشاكل الادارية التي تعاني منها، واحدى الاقتراحات ان تعتمد نظام اللامركزية في المناطق بدل ان تبقى ادارتها مركزية، مع التنبّه الى عدم تطييف الجامعة ومذهبتها بحسب المناطق، لأن دور الجامعة اللبنانية هو توحيد طلاب لبنان، وسأل صدقة ان هل هناك ارادة من السياسيين ومن مجلس الوزراء لتنظيف ملف التعليم العالي في لبنان؟ فيما نرى ان كل هم السياسيين، هو تقاسم المراكز في ادارة الجامعة اللبنانية على اساس حصص طائفية.